بروكسل – أصدرت مختبرات “سيتا”، النتائج البحثية الأولية للدراسة البحثية التي تم إجراؤها بالتعاون مع مطار هلسنكي باستخدام نظارات “هولولينس” من ’مايكروسوفت‘ لتحليل وإدارة عمليات المطار في بيئة الواقع المختلط.
وتسمح بيئة الواقع المختلط للمستخدمين برؤية فورية للمكان الذي يتواجدون فيه بافتراضات مختلفة تحاكي المستقبل بالاعتماد على عالم حقيقي ثلاثي الأبعاد ويدمج تقنية التصوير المجسم ثلاثي الأبعاد “هولوجرام” مع المشهد الذي يراه المستخدمون.
وعملت ’سيتا‘ مع مطار هلسنكي على استخدام نظارات “هولولينس” لإعادة توليد مركز مراقبة عمليات المطار (AOCC) ضمن بيئة الواقع المختلط هذه.
وتشير النتائج أنه على عكس الواقع الافتراضي، لا تميل تجربة الواقع المختلط لجعل المستخدمين يشعرون بالارتباك وفقدان الإحساس بالمكان والغثيان، معتمدة على سهولة استخدام نظارات “هولولينس”
وقامت “سيتا” باستخدام المعلومات الناتجة من تكنولوجيا “Day of Operations” الخاصة بالشركة والمستخدمة من قبل مطار هلسنكي، لتقدم طريقةً جديدةً لتصور والتفاعل مع البيانات التشغيلية الخاصة بالمطار بما يشمل حركة الطائرات والركاب وتحليلات محلات التجزئة. وعند ارتداء نظارات “هولولينس”، يظهر للمشغلين مجموعة من الشاشات المتشابكة وفق عرض ثلاثي الأبعاد للمطار تسمح لهم بربط الأحداث من لوحات البيانات مع نموذج عرض يتيح تجربة غامرة في الوقت الفعلي للمطار.
و قال جيم بيترز، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لدى شركة “سيتا” ورئيس مختبرات “سيتا”: “تعتبر تكنولوجيا الواقع المختلط التي تجمع بين الواقع المعزز والافتراضي أكثر من مجرد واجهة جديدة؛ إذ أنها تمثل طريقةً جديدةً في النظر إلى العالم وتسمح بتنفيذ المهام بطريقة جديدة. وتمكن هذه التكنولوجيا البيانات الرقمية والمادية من الوجود في آن معاً”.
وتابع بيترز: “تظهر أبحاثنا الأولية وجود استخدامات محتملة لهذه التكنولوجيا من قبل شركات الطيران والمطارات – في مجالات العمليات والصيانة والتدريب. ونحتاج لتعلم كيفية التفاعل مع هذه البيئة الجديدة. وبنفس الطريقة التي انتقلنا بواسطتها من أجهزة الكومبيوتر إلى الهواتف الذكية وتقنية التعرف الصوتي، يمكننا الآن أن نتحرر من قيود الشاشات”.
ويمكن أن توفر هذه الطريقة الجديدة لرؤية العالم معلومات ورؤىً جديدةً حول كيفية عمل المطار. كما تفتح نظارة “هولولينس” الباب أمام احتمال إمكانية الوصول إلى بيئة مركز مراقبة عمليات المطار من أي مكان داخل الموقع أو خارجه حتى، الأمر الذي يسمح للخبراء بتوفير المدخلات لمختلف الحالات عن بعد.
وقال جريج جونز، مدير قطاع الضيافة والسفر العالمي لدى “مايكروسوفت”: “يتم استخدام نظارات “هولولينس” الآن في مختلف المؤسسات من كافة القطاعات. ويعتبر العمل الذي قامت به شركة “سيتا” بمثابة مثال عن كيفية توسيع قدرات “هولولينس” من أجل إدارة تعقيدات البيانات واتخاذ القرارات في بيئة المطار. ويظهر هذا الأمر الطريقة التي يمكن من خلالها الاستفادة من هذه التكنولوجيا في قطاع النقل الجوي وإضافة القيمة في مجالات متنوعة من التدريب إلى إدارة العمليات المعقدة”.
وتم ربط المشروع بعدة مصادر للبيانات في مطار هلسنكي من أجل إنشاء نظام عرض فريد للعمليات المتغيرة باستمرار على مدار اليوم. واشتمل هذا النظام على موقع الركاب في الوقت الفعلي وبيانات الكثافة التاريخية وبيانات موقع الطائرة ومعلومات البوابات ومعلومات حالة الرحلة وأوقات الانتظار الأمنية وزمن الوقوف في منافذ التجزئة، والتي يتم تقسيمها بمجملها بحسب أعداد الركاب.
ومن جانبه، قال إيرو كنوتيلا، رئيس قسم تطوير الخدمات في مطار هلسنكي: “حمل هذا المشروع المبتكر من “سيتا” قيمةً كبيرةً بالنسبة للفريق في مطار هلسنكي؛ إذ أنه وسع الآفاق لدينا على إمكانية استخدام تكنولوجيا الواقع المختلط لتحسين عملياتنا. ونحن سعيدون لكوننا أول الجهات التي تعمل مع شركة “سيتا” على هذه التكنولوجيا المبتكرة والقادمة بقوة”.
وأضاف بيترز: “حققت تكنولوجيا الواقع المختلط نجاحاً كبيراً في إطار تقديم تجربة غامرة بصورة كلية للمستخدم تبقيه في العالم الحقيقي. ويمكن للمستخدم التفاعل مع كل من الواقعين في أثناء تجنب الارتباك أو عدم الراحة التي تتسبب بها تجربة الواقع الافتراضي الغامرة. وهناك فوائد فعلية لوجود عدد من الأشخاص الذين يستخدمون سماعات الرأس ويتفاعلون في الوقت نفسه مع ذات العرض الافتراضي. ويمكن أن يكون هذا الأمر مفيداً بحق في عمليات تخطيط السيناريوهات”.
وفي حين تظهر هذه التكنولوجيا إمكانات واعدة، تشير مختبرات “سيتا” إلى أنها لا تزال في مراحلها الأولى، وينبغي التركيز على جميع الجوانب المرتبطة بالوزن والحجم والمتانة قبل أن تقوم الشركات بنشرها في المطارات. كما ينبغي على المستخدمين تعلم كيفية التفاعل مع هذه البيئة الجديدة لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.