دبي، الإمارات العربية المتحدة – قال اقتصاديون وخبراء في التجارة الالكترونية إن الشرق الأوسط على أعتاب طفرة في نمو التجارة الإلكترونية و التسوق عبر الإنترنت تطور بشكل سريع على مدى العقد الماضي.
و مع وجود عدد من مستخدمي الأنترنت من الفئة الشابة و واحدة من أعلى مستويات انتشار الإنترنت للفرد على مستوى العالم، فإن إمكانيات الإنفاق على الإنترنت تبرز بسرعة باعتبارها واحدة من أعلى المعدلات في العالم، وذلك طبقا لنسخة السنة العاشرة من تقرير ” ما مدى عالمية قطاع التجزئة” والذي تصدره شركة الاستشارات العقارية العالمية «سي بي آر إي». يأتي هذا النمو الكبير مع قدوم موقع أمازون للمنطقة واستحواذه على سوق.كوم وأيضاً إنشاء موقع نون.كوم.
وتعليقا على النتائج التي توصل إليها التقرير، قال نيك ماكلين المدير المنتدب لشركة سي بي آر إي في الشرق الأوسط: “مع التوسع السريع في شبكة الإنترنت والبنية التحتية اللوجستية القوية من الألف إلى الياء من قبل شركات مثل فيشر، أصبح الشرق الأوسط تربة خصبة للتجارة الإلكترونية. حيث يهيمن حاليا على سوق التجارة الإلكترونية حفنة من اللاعبين، ولكن النمو السريع في القطاع والمسار التصاعدي للشركات المحلية قد اجتذب تدفق الاستثمارات في السنوات الأخيرة. وسيستمر تطور سلوك المستهلك وتكنولوجيا الهواتف الذكية والتسوق بالتجزئة في إحداث ثورة في قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة في السنوات المقبلة.”
تصدرت دبي المركز الثالث ضمن قائمة الأسواق المستهدفة من قبل العلامات التجارية الجديدة حيث استقبلت 59 علامة تجارية جديدة في عام 2016، وكان 32? من العلامات التجارية هي رياضية ترفيهية مثل “اندير ارمرز”، جوردان، نيو بالانس وجاب فيت. أصحاب هذه العلامات الرياضية الجديدة يستهدفون الفئة الشابة العاملة في الإمارات.
احتفظت دبي بموقعها في المركز الثاني كأهم وجهات التسوق عالميا للعام السادس على التوالي، في حين تحتفظ لندن بصدارتها وإن كانت بفارق بسيط، ومع ارتفاع مستويات الإشغال في مراكز التجزئة الرئيسية والعديد من مراكز التسوق التي كانت على كامل طاقتها، ظل قطاع التجزئة الإجمالي في دبي مرنا في عام 2016.
وقد أظهر قطاع المأكولات والمشروبات في دولة الإمارات مساراً تصاعدياً، حيث استمر الإنفاق الاستهلاكي في التواصل الاجتماعي وتناول وجبات الطعام في الخارج لا يزال مستمرا في النمو بين المواطنين والمقيمين على حد السواء، ويعد قطاع عربات الطعام المتنقلة واحدة من أفضل المشاريع أداء في قطاع المأكولات والمشروبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي ظاهرة جديدة مستمرة في التزايد.
وأضاف ماكلين ” اعتباراً أن دبي هي أداة الربط العالمي ومكانتها كمركز للتجارة بين الشرق والغرب وهذا أضاف بوضوح زخما إضافياً لقطاع التجزئة. ولا تزال دبي الوجهة المقصودة التي تختارها غالبية العلامات التجارية التي تسعى إلى دخول المنطقة، واستخدم الإمارة كخطوة لهم للتوسع إقليميا.”
وقال سعادة حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي: “على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، لا تزال دبي سوقاً مفضلة لشركات التجزئة الإقليمية والعالمية الرائدة التي يمكن أن توفر الكثير من الحوافز وفرص النمووالتطوير. ولا شك إن النمو السكاني السريع وطابع مدينة دبي المتنوع وإزدهار سوق السياحة يعتبر من العوامل الرئيسية التي تدعم أداء تجارة التجزئة في الإمارة. ونلتزم في غرفة دبي بتعزيز قطاع التجزئة في دبي، وإطلاق المبادرات التي تدعم نموه وتنميته وآخرهه في أبريل الماضي من خلال استضافة الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي لتجارة التجزئة.”
وفي هذا الإطار قال أحمد جلال إسماعيل، الرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم – فينتوريس: “يسرنا أن تواصل قاعدتنا في دبي أداءها القوي”. علاوة ذلك، تتوافق نتائج تقرير “سي بي آر اي” مع ما نلاحظه من خلال متاجر التجزئة، وتحديدًا متاجر التجزئة المتخصصة، والجهات الترفيه وقطاع المأكولات والمشروبات، النمو يكمن في العلامات التجارية التي تقدم مفاهيم تجريبية وتجربة متقوقة للعميل. كما يسرنا أن نرى أن العلامات التجارية التي قدمناها إلى الدوحة قد ساهمت في موقعها كوجهة جديدة لتجارة التجزئة. حيث نتوقع بأن يحدث الامر ذاته في القاهرة وأبو ظبي ومسقط والرياض ومع توسع وجودنا في هذه الأسواق.”واحتلت الدوحة المركز السادس في الترتيب الجديد للمستثمرين الداخلين في أسواقها، حيث تم إنشاء 58 علامة تجارية جديدة في عام 2016 مقارنة ب 29 علامة تجارية في عام 2015. وقد اثرت الدوحة سوق التجزئة في السنوات القليلة الماضية مع تطوير العديد من مراكز التسوق الواسعة النطاق التي تقدم خدمات البيع بالتجزئة والمرافق الترفيهية. وقد أدى ذلك إلى طلب واسع النطاق من تجار التجزئة لهذه المراكز التي توفر تجربة فريدة من نوعها.
وعلى الصعيد العالمي، كشف التقرير عن أن هونغ كونغ حافظت على مكانتها في جذب الاستثمارات الخارجية في عام 2016 مع 87 من المستثمرين الجدد، تليها لندن في المركز الثاني مع 65 من المستثمرين الجدد.