أدخلت المملكة العربية السعودية، أكبر طابعة ثلاثية الأبعاد في العالم، لبناء المنازل باستخدام التقنية الأحدث عالميًا، من تقنيات الجيل الرابع.

وذكرت صحيفة الوطن السعودية إن شركة سعودية اشترت الطابعة الأكبر من نوعها في العالم التي تحمل اسم «بود2» من شركة دنماركية، دون أن تذكر أسماء الشركتين، أو تكشف تفاصيل أخرى عن الصفقة.

ونقلت صحيفة الوطن، عن مجلة المشاريع بي إن سي، أن الطابعة الجديدة قادرة على تشييد مبانٍ تبلغ أبعادها 12×27×9 أمتار، فضلًا عن هياكل مكونة من ثلاثة طوابق تبلغ مساحتها 300 متر مربع لكل طابق.

وتهدف التجربة السعودية في بناء منازل باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، إلى مواكبة التقدم التقني في عالم البناء المستقبلي، وأن تكون المملكة سباقة في تعزيز اعتمادها على تقنيات البناء المبتكرة في قطاع البناء والتشييد وتوطين صناعتها في السعودية.

وكانت وزارة الإسكان السعودية، أعلنت في نوفمبر/تشرين الأول 2017 عن الانتهاء من أول هيكل مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العاصمة الرياض. وفي مطلع نوفمبر/تشرين الأول 2018، أعلن برنامجا الإسكان وتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، ضمن برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، عن نجاح تجربة بناء أول منزل باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وتم بناؤه في 25 ساعة على يد أربعة سعوديين وخبيرين أجنبيين.

مستقبل الإسكان

ويشهد قطاع تشييد المنازل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد اهتمامًا متناميًا حول العالم، وأصبحت الطباعة ثلاثية الأبعاد محط دراسة وبحث كبريات شركات العالم، الرامية إلى تسريع إدخالها إلى الأسواق العالمية.

ودخلت الطباعة ثلاثية الأبعاد بقوة إلى المنطقة العربية، ولإمارة دبي مثلًا، تجربة رائدة في هذا المجال، إذ تهدف استراتيجيتها التي أعلنتها عام 2016، إلى طباعة 25% من المباني بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد بحلول العام 2030.

ويُتوقَّع أن تبلغ قيمة قطاع سوق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم، نحو 120 مليار دولار بحلول العام 2020، ونحو 300 مليار دولار بحلول العام 2025، وذلك بفضل الزيادة في أنشطة الأبحاث وتطوير المنتجات، وازدياد الحاجة إلى مزيد من الإبداع في عملية التصميم، وسهولة الإنتاج والتصنيع في مختلف القطاعات بفضل استخدام هذه التقنية المتقدمة القادرة على صنع أي جسم صلب من نموذج رقمي يتم تصميمه على أجهزة الحاسوب وإحداث نقلة نوعية في عالم الصناعة.

وتشير التقارير إلى دور تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في توفير تكلفة البناء بنسبة تتراوح بين 50% إلى 70%، وتكلفة العمالة بنسبة تتراوح بين 50% إلى 80%، إضافة إلى تقليل نسبة النفايات الناجمة عن عمليات الإنشاء بنسبة تصل إلى 60%، ما ينعكس إيجابًا على المردود الاقتصادي للقطاع ويسهم في تحقيق استدامة البيئة والموارد.

وتخصص دول أمريكا الشمالية واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة ميزانيات ضخمة في مجال تطوير تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في مختلف المجالات كالإنشاءات والطب والصناعة والسيارات والطيران.