وأضاف، أنه “سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة اختيار حي محدد داخل مدينة الرياض ستطبق فيه مجموعة من الخدمات الذكية، بحيث تكون نموذجاً للاختبار والتطبيق، وفي حال نجاحه سيتم تعميمه على بقية أحياء مدينة الرياض، ومن ثم تطبيق مفاهيم المدن الذكية بقية مدن المملكة، حيث تستهدف الوزارة خمس مدن بحلول 2020”.
وأوضح، أن الوزارة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى تسخير وسائل الاتصال والتقنية والتواصل الحديثة والنقلة النوعية التي شهدتها المملكة في هذا المجال خلال السنوات العشر الماضية لتقديم خدمات بحيث يستفيد السكان من هذه النقلة النوعية بما يساعدهم في قضاء احتياجاتهم بيسر وسهولة، وتسهيل معيشتهم والاستفادة من الخدمات داخل المدينة بشكل يحقق لهم الراحة، ومساعدة صانعي القرار في المدن من أمناء ورؤساء بلديات على متابعة كثير من القرارات التي يمكن اتخاذها في المدينة لحل كثير من المشكلات بشكل سريع.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد تمهيدا لتنظيم وزارة الشؤون البلدية والقروية، المؤتمر السعودي الأول للمدن الذكية، خلال الفترة من 16 – 18 مايو 2017م في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الرياض إنتركونتيننتال، تحت رعاية المهندس عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية.
وأشار عبدالرحمن آل الشيخ رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، إلى أن الوزارة تبنت برنامج التحول البلدي الذي يعد أحد مكونات برنامج التحول الوطني 2020 المنبثق من “رؤية المملكة 2030″، مبيناً أن الوزارة أطلقت ضمن هذا البرنامج 17 مبادرة تم إقرارها من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بحيث تكون مبادرات للعمل خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن إحدى هذه المبادرات هي مبادرة تطبيق مفاهيم المدن الذكية في المدن السعودية.
وأكد أن المملكة لديها البنية التحتية التي استثمرت فيها الدولة كثيرا خلال السنوات الماضية، مؤكداً أنه واستشعاراً لهذا الدور بدأت وزارة الشؤون البلدية والقروية منذ أكثر من سنتين في إعداد دراسة لتحليل الوضع القائم في 17 مدينة، حيث حددت الدراسة مدى استعداد هذه المدن لتبني مفاهيم تطبيقات المدن الذكية وحددت الدراسة مجموعة من المعايير وقسمت المدن إلى تصنيفات حسب استعداد كل مدينة.
ولفت إلى أن الوزارة تهدف من تنظيم المؤتمر الأول للمدن الذكية إلى جمع الخبرات المحلية في مجالات المدن الذكية من مديري مدن، وباحثين ومطوّرين ومصممين وممارسين ومستفيدين وجهات حكومية وقطاع خاص لنقل وتبادل الخبرات والتقنيات بما يعود بالفائدة في تحوّل المدن السعودية إلى مدن ذكية، كما يهدف المؤتمر إلى تقييم النتائج التي توصّل إليها المؤتمر، والاستماع إلى مزوّدي التطبيقات الذكية.
وبيّن أن المؤتمر سيركز على عديد من المحاور المتخصصة منها محور التخطيط العمراني الذكي، حوكمة المدن الذكية، تكنولوجيا المدن الذكية، النقل الذكي، وبناء الشراكات في المدن الذكية.
ونوه بأنه على هامش هذا المؤتمر سينظم حواراً حول المدن الذكية يتناول احتياجات المواطنين والخدمات التطبيقية الذكية وفرص العمل المتاحة لأبناء وبنات هذا الوطن الغالي.
من جهته، قال عادل البصام؛ من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، خلال المؤتمر، “إن الهيئة تعمل مع وزارة الشوؤن البلدية والقروية جنبا إلى جنب في التوجه لبناء المدن الذكية”، مبينا أنه جرى البدء فعليا في بعض الأحياء مثل حي البيجري في الدرعية وتم إطلاق خدمة الواي فاي المجانية، وهناك خمس خدمات ستأتي تباعا مثل مواقف السيارات وخدمات النظافة التي ستطبق قبل عيد الفطر.
وأضاف البصام، أن “الخدمات الإلكترونية في السعودية تضاهي أكثر المدن في العالم تقدما، مثل “أبشر” والخدمات البنكية وخدمات بعض الوزارات، لكن ما ينقص هو التنسيق بين المؤسسات والبيانات الضخمة وكيفية إيجاد النموذج الأمثل”.