القاهرة – استمراراً للتعاون الممتد بين مصر والولايات المتحدة في مجال البحث العلمي المشترك بين العلماء المصريين والأمريكيين، اجتمع مجلس إدارة الصندوق الأمريكي المصري المشترك للعلوم والتكنولوجيا في القاهرة في الفترة من 23 إلى 24 أبريل حيث تمت الموافقة على 15 مشروعاً مشتركاً في مجالات الزراعة، والطاقة، والصحة، والمياه. كما وافق المجلس أيضاً على مواصلة تخصيص جزء من تمويله للأنشطة المتعلقة بالابتكار.
وقد سبق أن قدّم هذا الصندوق المشترك منحاً لأكثر من 500 مشروع بحثي مشترك تعاون فيه علماء مصريون وأمريكيون في مجالات متنوعة كالزراعة والهندسة والصحة والطاقة المتجددة والمياه. وقد ساهمت البحوث التي أجريت مؤخرا في توفير اللقاحات لفيروس إنفلونزا الطيور H5N1، واستحداث خلايا طاقة شمسية عالية الكفاءة، وكذلك تحسين إنتاج القمح والحمضيات مع الحد من استخدام الأسمدة الكيماوية. ويواصل الصندوق المشترك أيضا تعزيز دور العلم والابتكار والتطبيقات التجارية للتكنولوجيا في دعم النمو الاقتصادي.
وقد صرّح السفير بيكروفت بهذه المناسبة قائلاً: “الصندوق الأمريكي المصري المشترك للعلوم والتكنولوجيا هو نموذج رائع للتعاون الثنائى الذي يسهم في جعل العالم مكانا أكثر صحة بالنسبة لنا جميعا.” وأضاف بيكروفت: “ساهم هذا الصندوق المشترك منذ عام 1995 في تعزيز التعاون العلمي بهدف التصدي للتحديات التنموية ودعم النمو الاقتصادي مما كان له أثر مباشر وإيجابي على حياة الناس. ”
وقد رأس الوفد الأمريكي في اجتماع مجلس إدارة الصندوق المشترك نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المحيطات والبيئة الدولية والعلوم، جوناثان مارجوليس. وضم الوفد أعضاء مجلس إدارة الصندوق من وزارة الزراعة الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهيئة المسح الجيولوجى الأمريكية والمؤسسة الوطنية للعلوم.
وخلال لقاء صحفي ، قال الدكتور جوناثان مارجوليس إنه وخلال العام الماضي فقط تلقى الصندوق 130 مشروعا ، عشرون منها اعتمد على حلول تتعلق بالتقنية العالية في مجالات متتوعة وتأثيراتها على المجتمعات، مضيفاً أن هذه المشروعات ستدخل فيما بعد مرحلة تصفية بعمل مراجعة تقنية لاختيار 15 منها.
وتابع قائلا ان الطرفين المصري والامريكي في الصندوق سيقوم كل منهما بعملية التقييم ثم يجتمع الطرفان للاتفاق بشكل نهائي على المشروعات البحثية المقبولة على ان تعلن النتائح في منتصف يوليو من العام الحالي
وقال الدكتور صموئيل هويرتون نائب مدير المكتب الدولي للعلوم والهندسة بالمؤسسة الوطنية الامريكية للعلوم ان الصندوق يدعم المشروعات البحثية بحوالي 4 ملايين دولار امريكي سنويا مناصفة بين الجانب المصري والجانب الامريكي، ويحصل كل باحث على 200 الف دولار لتمويل المشروع البحثي الموافق عليه كما يدعم نفقات البعثات المصرية للولايات المتحدة والبعثات الامريكية الى مصر في اطار تنفيذ المشروعات.
وقال مارجوليس انه اعجب للغاية بالروح الحماسية الموجودة لدى الشباب المصري والامريكي فيما يتعلق بريادة الاعمال في مجال التقنية والاتصالات واضاف انه يأمل ان تنتقل هذه الروح الى باقي المشروعات العلمية البحثية التي تنعكس نتائجها ايجابيا على المواطنين
وعن اهم المشروعات التي يدعمها الصندوق قال مارجوليس إنها تتعلق بشكل أساسي بالصحة والمياه والطاقة والزراعة ، وان أهم ما يركز عليه الجانبان المصري والامريكي في الوقت الحالي على سبيل المثال هو انتاج انواع من النباتات والمحاصيل تتحمل البيئة المالحة والبيئة الشحيحة في مصادر المياه العذبة
من جانبه قال هويرتون إن من ضمن المشروعات الهامة التي يعمل عليها الجانبان منذ عدة سنوات تطوير وتعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية والمزارع السمكية وابتكار وسائل جديدة لتخزين الطاقة مثل انتاج بطاريات بتقنيات عالية
وعن دعم الصندوق للمشروعات القائمة على التكنولوجيا النووية قال مارجوليس إن الصندوق لا يدعم مثل هذه الابحاث خاصة وأن الولايات المتحدة نفسها لديها مخاوف شديدة من هذه التقنيات بعد حوادث تشيرنوبيل و فوكوشيما بدليل انها لم تقم ببناء اي مفاعلات نووية جديدة منذ 30 عاما اضافة الى المخاوف المتزايدة من النفايات النووية وسبل التخلص منها.
واختتم مارجوليس تصريحاته بالقول إن الاسس التي يقوم عليها اختيار المشروعات البحثية العلمية هما مكان نشر البحث العلمي الذي سيقوم عليه المشروع ومدى اهمية ودرجة تصنيف المجلة العلمية مع ضرورة ان تكون مجلة دولية بالطبع، وهل شارم في البحث علماء وباحثون من اكثر من دولة ام لا، مؤكدا على ان الابحاث الخمسة عشر المقبولة لا يمكن ان تغطي موضوعين او ثلاثة فقط وانما يجب ان تغطي اكبر قدر ممكن من المجالات البحثية