أبوظبي – أعلنت شركة الاستثمارات التكنولوجية C5 عن إطلاق مختبر الأمن السيبراني بمكاتبها في السنابس، البحرين.
يأتي تأسيس هذا المختبر بهدف زيادة الوعي العام والتشجيع على تطوير حلول لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة للهجمات الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط، كما سيساعد المختبر أيضا على تدريب خبراء وكوادر بشرية قادرة على مواجهة التحديات واغتنام الفرص في الفضاء الإلكتروني والذي ينمو ويتطور بسرعة كبيرة.
والأمن السيبراني قضية إقليمية ذات أهمية كبيرة، خاصة مع تحول كثير من الشركات من تقليدية إلى رقمية وبشكل متزايد. بينما تتعرض جميع الصناعات لخطر الهجوم الإلكتروني، تأتي شركات الخدمات المالية، والحكومات، ودور الرعاية الصحية، وشركات النقل، والصناعات التحويلية في قائمة أكثر الجهات المستهدفة والأكثر تعرضا للهجمات الإلكترونية.
وفقا لشركة آي بي ام الأمريكية، يحتاج قطاع الأعمال في المتوسط إلى مرور 229 يوما حتى يدرك أن “الاختراق الإلكتروني” قد وقع له، وهو زمن طويل جدا وغالبا ما يكون الوقت عندها متأخرا جدا لإنقاذ البيانات والأموال والسمعة.
ترىجين رومتي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة آي بي ام، أن: “جرائم الإنترنت هي أكبر تهديد كل شركة في العالم”. هذا ويرى بعض الخبراء أنه بحلول عام 2019 ستصبح كلفة جرائم الإنترنت في جميع أنحاء العالم قرابة 2.1 تريليون دولار أمريكي.
و قالت هادية فتح الله، المديرة التنفيذية في شركة C5: “إن عودة فيروس شمعون للظهور بعد أن شل عدد كبير جدا من الحواسيب وأجهزة الكمبيوتر في شركة أرامكو السعودية عام 2012، والذي وصفه وزير الدفاع الأمريكي السابق، بانيتا، بأنه إحدى أكثر الهجمات الإلكترونية تدميراً على الشركات الخاصة, الذي يُعد مثالًا للكثير من الهجمات الإلكترونية التي توضح مدى خطورة تهديدات الجرائم الإلكترونية للمنطقة. من خلال عملنا مع شركات التكنولوجيا في ’كلاود 10‘ – وهو برنامج تسريع الأعمال التكنولوجية أو “Scalerator“ وجدنا أن سوق الأمن السيبراني في المنطقة يعاني من نقص في المهارات والكفاءات والكوادر. يساعد الموقع المتميز لمملكة البحرين وقربها من جارتها المملكة العربية السعودية، والنمو المستمر لديها في القطاع المالي وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها من الصناعات ذات الصلة، على أن تكون مركزا إقليميا متميزا”.
وفي هذا السياق، قال رون مولتري، رئيس C5A ومدير العمليات السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي: “تتعرض دول مجلس التعاون الخليجي لبعض الهجمات الالكترونية المتطورة جدا. شركة C5 ترى أن هذه التهديدات أصبحت أكثر تقدما وتعقيدا، وباتت تستهدف جهات بعينها، وتأتي في بعض الأحيان كرد فعل للوضع السياسي والجغرافي للمنطقة وبسبب التحديات الناجمة عن النمو الكبير الحادث في القطاعات الاجتماعية وقطاع الأجهزة المحمولة والتحليلات والسحابة. هذا وتفخر شركة C5 والشركات التابعة لها بالدور الإيجابي المهم الذي تلعبه في هذا المجال شديد الأهمية”.
يعتمد مختبر الأمن السيبراني على خبرات شركة C5 لزيادة الوعي العام بالأمن السيبراني في الشرق الأوسط. على الصعيد الإقليمي، سيعمل المختبر على تنظيم ندوات ودورات تدريبية لكي يكون المختبر منصة تساعد على إنشاء وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
أما على الصعيد الدولي، فسيهدف المختبر لتنظيم ورش عمل لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي والمؤسسات، ولصنع فرص للاستثمار في التدريب والتعليم بهدف زيادة أمن المعلومات، بالإضافة إلى تشجيع قيام شراكات وأنشطة تجارية متعلقة بالأمن السيبراني بين البحرين ودول الخليج.
تعمل شركة C5 بشكل وثيق مع الحكومات وكبرى الشركات ولفيف من شركات التقنية الناشئة والواعدة من المنطقة للعمل من أجل تطوير وتعزيز النظام البيئي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال برنامجها كلاود 10.
أثناء حفل إطلاق مختبر الأمن السيبراني، ألقى رون مولتري رئيس C5A ومدير العمليات السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي كلمة افتتاحية تلتها عروضا تقديمية من الشركات التابعة لـ C5 والعاملة في الأمن السيبراني في أوروبا، والتي قدمت حلولا فريدة من نوعها.
وعلق رون مولتري قائلا: “تجذب هذه المبادرة أفضل العقول العاملة في هذه الصناعة والقطاعات التابعة لها، بغرض زيادة الوعي العام بأمن المعلومات وتحقيق الفهم الأفضل لها، من أجل الوصول إلى أفضل الحلول التقنية وتطويرها أكثر، وتشجيع الابتكار في الفضاء السيبراني لمواجهة التحديات والمخاطر المتزايدة. إنه لشرف لي أن أشارك في افتتاح مختبر الأمن السيبراني، والذي أراه فرصة رائعة لمملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي ليتميزوا في هذا المجال”.
من ضمن الشركات التي عرضت منتجاتها وحلولها شركة بالابت الرائدة في مجال التقنيات الأمنية التي تساعد على منع خروقات البيانات بدون تقييد النشاط التجاري. إحدى الشركات الأخرى التي تستثمر فيها C5 كانت شركة ITC Secure والتي عرضت تطبيقها NetSure360 الذي يوفر البنية التحتية لأمن المعلومات لأشهر وأكبر الشركات في المملكة المتحدة. من ضمن المشاركين أيضا شركة اومادا الرائدة تكنولوجيا في حوكمة وإدارة الهوية.
وقال توم ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة ITC Secure: “إن السنوات الثلاثة القادمة ستكون فاصلة بشكل كبير في الأمن السيبراني، حيث سيتم اختراق المزيد والمزيد من الشركات، وما عليك إلا أن تنظر إلى الإحصائيات والحجم الهائل لحوادث الاختراق في السنة الماضية فقط، ولهذا سيضطر عملاؤنا للتخطيط والاستعداد لمثل هذه الاحتمالات. مع تنامي قدرات ومهارات مجرمي الانترنت ووعيهم الدقيق بطبيعة سير عمليات سلاسل التوريد المعقدة لقطاع الأعمال، حيث يهدفون في النهاية إما لتخريب أو للتلاعب بسلسلة التوريد لتحقيق مكاسب مالية وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للكثيرين، خاصة مع وجود العديد من الحالات المماثلة في السوق. هذا وتقوم آلية عملنا على مبدأ “القليل كثير” حيث نركز على حماية أهم ما في جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وهو نهج فعال جدا وناجح عند إدارة الأمن السيبراني. هذا ونتطلع لمساعدة الشركات في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط للحد من المخاطر المحتملة ولتمكين الأعمال “.
وقال بيتر جيونجيوزي، مدير المنتج في قسم تحليلات السلوك في شركة بالابت: “تتعرض الحسابات المميزة إلى 80% من عمليات الاختراق، حيث يساء استخدامها أو اختراقها بطرق تشكل خطرا كبيرا للأمن السيبراني للمنظمات والشركات، والتي تكون محمية جيدا بواسطة أحدث التقنيات الدفاعية، لكنها تتعرض للاختراق من خلال شخص موجود بالفعل داخل هذه الشركة أو المنظمة. ما علينا إلا أن نرجع إلى الوراء ونتذكر تسريبات ويكيليكس الأخيرة وننظر كيف حدثت. تعمل شركة بالابت على مواجهة هذه التحديات وتوفر حلولا ملائمة للأعمال التجارية لرصد أي سلوك مشبوه لأي مستخدم ولمنع خروقات البيانات قبل وقوعها”.
وقال كريستيان ستندفاد، نائب الرئيس التنفيذي لشركة اومادا: “يجب أن تكون الأولوية المطلقة للأمن السيبراني في المنظمة بأسرها لحماية الملكية الفكرية لها وبياناتها السرية والشخصية. يحتاج فريق البنية التحتية لتقنية الأمن السيبراني إلى تطبيق عمليات الإدارة المناسبة لتطبيق الضوابط الصحيحة”.
في الفترة المقبلة، سيعمل مختبر C5 للأمن السيبراني على وضع جدول أعمال شهري مليء بالنشاطات والفعاليات من أجل زيادة تفاعل الحكومات الخليجية والشركات والمؤسسات الأكاديمية في عام 2017 وما بعده.