إطلاق الموجة التالية من المحتوى الرقمي بالإمارات: الذكاء الاصطناعي والسرد الإبداعي للقصص يلتقيان

بقلم إيريك وان*

تشهد البيئة الإعلامية في دولة الإمارات تحولاً جذرياً، حيث يفضّل 85% من المشاهدين الآن خدمات الفيديو حسب الطلب على قنوات التلفزيون التقليدية.

يظهر ذلك أننا لا نشهد مجرد تغير في الميول، بل تحول كامل في كيفية وصول المحتوى إلى الجمهور. ويقود “جيل زد” خصوصاً ذلك التحول، حيث يرى 44% منهم أن البث التلفزيوني المباشر التقليدي أصبح من مخلفات الماضي.

يتجاوز ذلك الاتجاه عادات المشاهدين ليعيد رسم ملامح القطاع، إذ تشير التوقعات إلى تنامي سوق بث الفيديو في دولة الإمارات، الذي بلغت قيمته 1.7 مليار دولار عام 2023، بأربع أضعاف بحلول عام 2030 لتصل قيمته إلى 7.1 مليار دولار. ويسرد قطاع البث المباشر قصة مؤثرة بنفس القدر، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاع إيراداته من 3.77 مليار دولار إلى 14.64 مليار دولار في نفس الفترة.

مع استمرار نمو الاستهلاك الرقمي، أصبح المشاهدين أكثر انتقائية، ويتوقعون محتوى عالي الجودة يخاطبهم ويسهل وصولهم إليه بصورة فورية عبر كل الأجهزة. بالنسبة لشركات الإعلام، تستلزم تلبية تلك المتطلبات مقاربة جديدة لصناعة وإدارة وتقديم المحتوى.

ضرورة وجود حلول إعلامية قابلة للتطوير والتكيّف

تزايد الطلب على التجارب الرقمية المرنة عالية الجودة وفاق قدرات أساليب الإنتاج التقليدية، فالجمهور اليوم يريد المزيد من المحتوى مع تجارب سلسة وعالية الوضوح ومتاحة فوراً ومصممة حسب تفضيلاته. لذا يجب على الشركات الإعلامية تجاوز العمليات القديمة، واعتماد حلول تتيح لها التوسع بسرعة، والتكيف مع ظروف الشبكات، وتقديم جودة متسقة عبر مختلف المنصات.

تستوجب تلبية تلك التوقعات أكثر من مجرد ترقية المعدات، إذ تتطلب أنظمة ذكية يمكنها التكيف تلقائياً مع الظروف المتغيرة والتفضيلات المحلية. يؤدي هنا الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية دوراً لا غنى عنه، إذ يوفران قابلية التطوير والتكيف والكفاءة اللازمة للتفاعل الجماهير الحديثة بنجاح.

حلول علي بابا كلاود للبث السلس

استجابةً لتحديات ذلك المجال، قدّمت علي بابا كلاود حلها الإعلامي الذكي لدعم الشركات الإعلامية في دولة الإمارات. يوفر ذلك الحل المتطور المدعوم بالذكاء الاصطناعي عمليات موحدة ومؤتمتة تبسط كل جوانب صناعة المحتوى، بدءاً من تحليل الفيديو وتوليد النصوص، ووصولاً إلى الترجمة متعددة اللغات وإنتاج الفيديوهات بنقرة واحدة. ويستفيد حل علي بابا كلاود من دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي متعددة الوسائط والنماذج اللغوية الضخمة التي تمتلكها الشركة، ليحسّن معالجة المحتوى الإعلامي والاتصالات الآنية عن طريق الارتقاء بجودة الصوت والفيديو عبر تقليل الضوضاء وإلغاء الصدى وتحسين الفيديو والإنتاج.

كما يوفر الحل التفريغ الآني للنصوص وترجمتها وميزات تفاعلية تشمل تأثيرات الواقع المعزز والخلفيات الافتراضية، مما يرتقي بتفاعلات وتجارب المستخدمين. ويضمن الحل الإشراف على المحتوى، وتحسين الشبكات، والرؤى المخصصة عبر التحليلات الاستشرافية ومراقبة البيانات بصورة آنية. ويقدّم الحل، بفضل ميزة إنتاج الفيديوهات بنقرة واحدة، إطار عمل متكامل وشامل لصناعة محتوى الفيديو ومعالجته وتسليمه بصورة تلقائية وذكية، مما يتيح للمطورين والشركات إطلاق وإدارة تطبيقات مبنية على الفيديو دون الحاجة إلى خبرات تقنية واسعة.

تضم أبرز الميزات الأخرى أبسارا فيديو، الأداة الشاملة للفيديو حسب الطلب التي تحسّن معالجة وتوزيع الفيديوهات. وبفضل شبكات توصيل المحتوى عالية السرعة والإدارة المرنة للمواد الإعلامية وفحوصات الجودة المؤتمتة، تدعم أبسارا فيديو دقة فائقة تتضمن قدرة التشغيل بدقّة 4K. كما تشمل علامات مائية واقية وتستخدم تقنية النطاق الضيق عالي الدقة، والتي تعدّ تكنولوجيا لتحويل الترميز تقلل من استخدام النطاق الترددي دون المساس بجودة الفيديو. يتيح ذلك للشركات الإعلامية تقديم تجربة مشاهدة آمنة وقابلة للتطوير وغنية بصرياً تلقى أصداء لدى الجمهور.

أما في مجال البث المباشر، فتوفر أبسارا فيديو لايف قدرات بث عالي الوضوح، حيث تدمج تقنية النطاق الضيق عالي الدقة لتقليل استخدام النطاق الترددي بنسبة تصل إلى 30% مع الحفاظ على جودة فيديو متفوقة. ترفع ميزات التخصيص المدعومة بالذكاء الاصطناعي مستوى تفاعل المشاهدين عبر تقديم توصيات آنية حول المحتوى تتماشى مع التفضيلات الفردية. تزوّد الحلول الإعلامية الذكية شركات البث في دولة الإمارات بحل متين ومرن، مما يتيح لها تبسيط عملياتها وتعزيز الكفاءة واستقطاب الجمهور بمحتوى مخصص.

رؤى محلية تلاقي الابتكار العالمي

يتطلب تحويل البيئة الإعلامية في دولة الإمارات أكثر من مجرد تكنولوجيا متطورة، إذ يقتضي تعاوناً يجمع بين الخبرات العالمية والرؤى المحلية. تتعاون علي بابا كلاود عن قرب مع شركاء محليين، بما يشمل شركتي إتش سي إل تيك وون كلاود تكنولوجي، لتقديم حلول تكنولوجية متطورة ضمن مجالي الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مما يمكّن الشركات المحلية من الابتكار والازدهار في المشهد الرقمي سريع التطور. ويدعم ذلك التعاون الأهداف الاقتصادية والرقمية العامة لدولة الإمارات، بما يشمل تلك المحددة في استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، والتي تؤكد على أهمية الذكاء الاصطناعي في بناء اقتصاد مبني على المعرفة.

ابتكار التطورات المقبلة للإعلام الرقمي

بالتوازي مع تبني قطاع الإعلام في دولة الإمارات للتحول الرقمي، يحدث تكامل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية تغييراً نوعياً في إنشاء المحتوى وتوزيعه. تمكّن حلول علي بابا كلاود المتقدمة الشركات الإعلامية من تلبية متطلبات الجمهور المتنامية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتوسيع نطاق الإمكانيات الإبداعية. تتماشى تلك المقاربة مع رؤية دولة الإمارات لاقتصاد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مما يضمن ريادة الدولة عالمياً لمجال المحتوى الرقمي وسرد القصص المبتكر.

* المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى علي بابا كلاود إنتليجنس