أكد مشاركون في الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية 2024 بدبي أهمية إبقاء الذكاء الاصطناعي واستخداماته المستقبلية على المسار السليم، من خلال تعزيز مهارات الأفراد وتطوير قدرات القوى العاملة وتبادل الخبرات ومشاركة البيانات للاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمستقبل العمل، مشيرين إلى أن الفرص المستقبلية التي ينطوي عليها ستعود على العالم بتريوليونات الدولارات.
جاء ذلك، خلال جلسة بعنوان “إبقاء الذكاء الاصطناعي على المسار الصحيح” ضمن أعمال مجالس المستقبل العالمية 2024 في دبي، التي تنظمها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي في دبي، في الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر 2024، بمشاركة أكثر من 500 قيادي ومسؤول من القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية والخبراء ومستشرفي المستقبل.
وأكد البروفيسور إريك براينولفسون مدير مختبر الاقتصاد الرقمي في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، أن السيناريوهات المحتملة التي تسهم في توجيه التكنولوجيا لصالح الانسانية والمجتمعات تعتمد على الخيارات والقيم التي نختار الالتزام بها، مشدداً على أن الذكاء متعدد الأبعاد ولا يجب حصره في مسار واحد أو مسارات محدودة.
وأوضح مدير مختبر الاقتصاد الرقمي في جامعة ستانفورد أن الحياة البشرية تطورت بسرعة قياسية خلال القرنين الماضيين؛ منذ اختراع المحرّك البخاري، الذي شكّل تكنولوجيا عصره، ووصولاً إلى تطوير تطبيقات لا محدودة للذكاء الاصطناعي في وقتنا الحالي، معتبراً أنها تكنولوجيا محورها المهام التي نسندها لها كبشر لتحقيق تقدمنا الاقتصادي والاجتماعي والبشري.
وقال براينولوفسون إن الكثير من التحديات العالمية يمكن حلها بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي الذي يحدث تحولات جذرية في حاضر عالمنا ومستقبله، مشيراً إلى التحسن القياسي بسرعات غير مسبوقة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لا سيما خلال السنوات من 2012 وحتى اليوم، حيث تتعلم الآلات؛ بمجهود بشري، أداء الكثير من المهام التقليدية المضنية.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا مهمة؛ فاز قطاع منها هذا العام بإحدى جوائز نوبل العالمية، لكنها مجرد البداية، وتفعيلها على النحو الأمثل يحتاج إلى تضافر قدرات العقل البشري والمهارات البشرية، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في التقاط الصور الشعاعية أو حمل الأشياء ونقلها، لكنه سيحتاج إلى من يصمم مهامه ويقودها، وهو ما يحافظ على الدور البشري المركزي.
وأشار براينولوفسون إلى إمكانات تطوير مهام الأعمال وتسهيلها على كوادر العمل بتفعيل استخدامات الذكاء الاصطناعي، راسماً خطة من مرحلتين رئيستين للتعامل مع مستقبل الذكاء الاصطناعي؛ وهما وضع الخطط، ثم تقييم التقدم، مؤكداً تفاؤله بالأثر الإيجابي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً على الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد العالمي، وأنماط العمل، ومنظومة المهارات التي تحتاجها الحضارة البشرية لمواصلة التقدم والإبداع والابتكار.
وأكدت الجلسة أهمية تفعيل الذكاء الاصطناعي في تطوير مهام العمل بناء على البيانات، وضرورة عمل مصممي السياسات على إعداد القوى العاملة للتحوّل الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي، وأن تكون هناك مؤشرات أداء واضحة لقياس أثر الذكاء الاصطناعي على مختلف العمليات والقطاعات.
مجالس المستقبل العالمية 2024
وتؤسس مجالس المستقبل العالمية 2024 بدبي ملامح أجندة أعمال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في دورته المقبلة في يناير 2025. وتشمل مواضيع مجالس المستقبل خمسة مجالات رئيسية هي؛ التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، البيئة والمناخ، الحوكمة، الاقتصاد والمالية، والمجتمع، وتستقطب 70 من نخبة الرؤساء التنفيذيين لأبرز الشركات العالمية الرائدة الذين سيشاركون رؤاهم حول مستقبل قطاعاتهم بهدف رسم المسارات نحو تحقيق التنمية المستدامة.