الجمعة , مارس 14 2025
أخبار مميزة
الرئيسية / أمن الانترنت / «غروب-آي بي»: مجموعة القرصنة “كونتي” تسببت باختراق أكثر من 40 شركة حول العالم

«غروب-آي بي»: مجموعة القرصنة “كونتي” تسببت باختراق أكثر من 40 شركة حول العالم

كشفت «غروب-آي بي»، الشركة العالمية الرائدة في مجال الأمن الإلكتروني، والتي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، عن نتائج أبحاثها المتعلقة بالهجمة الإلكترونية ARMattack، التي تعتبر واحدة من أقصر الهجمات الإلكترونية وأكثرها نجاحاً لمجموعة القرصنة الإلكترونية كونتي الناطقة باللغة الروسية.

وخلال أكثر من شهر بقليل، تسببت مجموعة القرصنة باختراق أكثر من 40 شركة حول العالم، وفقد استغرق الهجوم الأسرع ثلاثة أيام فقط وفقاً لتقرير «غروب-آي بي»: (CONTI ARMADA: ARMATTACK CAMPAIGN).

وفي غضون عامين، هاجمت المجموعة أكثر من 850 ضحية، بما في ذلك شركات وهيئات حكومية وحتى دول بأكملها. وتعمق التقرير في التاريخ والمعالم الرئيسية لواحدة من أكثر هجمات برامج الفدية عدوانية وتنظيماً في العالم.

وتعتبر مجموعة كونتي من أنجح مجموعات القرصنة الإلكترونية التي تستخدم برمجيات الفدية لاستهداف الضحايا. وكانت العصابة قد برزت لأول مرة في فبراير 2020، عندما ظهرت ملفات خبيثة تحمل اللاحقة (.сonti) على رادار فريق البحث والاستقصاء لدى مجموعة «غروب آي-بي». ومع ذلك، فإن الإصدارات التجريبية الأولية لبرمجيات الفدية التي تستخدمها المجموعة تعود إلى شهر نوفمبر من عام 2019.

ومنذ عام 2020، سيطرت مجموعة “كونتي” مع كل من مجموعة “ميز” (Maze) ومجموعة “إيغروغر” (Egregor) على مشهد الهجمات الخبيثة من حيث عدد الشركات التي تم اختراق وتشفير بياناتها.

وفي العام 2020، نشرت مجموعة “كونتي” بيانات تخص 173 ضحية على موقع التسريب البيانات الخاص بها. ومع حلول نهاية عام 2021، تصدرت مجموعة كونتي مشهد الهجمات الخبيثة كواحدة من أكبر المجموعات وأكثرها عدوانية، لا سيما بعد نشرها لبيانات تخص 530 شركة على موقع تسريب البيانات الخاص بها.

وخلال أربعة أشهر فقط من عام 2022، نشرت المجموعة معلومات لـ 156 شركة، ليصبح المجموع 859 ضحية في غضون عامين، بما في ذلك 46 شركة خلال أبريل 2022. ويُعتقد أن العدد الفعلي للضحايا أعلى بكثير من هذه الأرقام.

عادةً ما تتسم هجمات مجموعة كونتي والجهات الخبيثة التابعة لها بالكثرة والسرعة. وقام خبراء «غروب-آي بي» بتحليل إحدى هجمات السريعة والأكثر إنتاجية للمجموعة، والتي حملت الاسم الرمزي (ARMattack). استمرت الهجمة ما يقرب من الشهر (في الفترة بين 17 نوفمبر لغاية 20 ديسمبر 2021)، إلا أنها تميزت بالفعالية والكفاءة العالية، حيث قام المهاجمون باستهداف أكثر من 40 شركة في مختلف أنحاء العالم.

وتم تنفيذ معظم الهجمات في الولايات المتحدة (37%)، إلا أن الحملة انتشرت أيضاً عبر مختلف أوروبا: ألمانيا (3%)، وسويسرا (2%)، وهولندا، وإسبانيا، وفرنسا، وجمهورية التشيك، والسويد، والدنمارك (1% لكل منهما). كما هاجمت المجموعة شركات في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة (2%) والهند (1%).

وكانت الصناعات الخمس الأولى التي استهدفتها مجموعة “كونتي” في معظم الأحيان هي التصنيع (14%)، والعقارات (11.1%)، والخدمات اللوجستية (8.2%)، والخدمات المهنية (7.1%)، والتجارة (5.5%). وبعد الوصول إلى البنية التحتية للشركة، يقوم المهاجمون بسحب مستندات معينة (غالباً بهدف تحديد الشركة التي يتعاملون معها) والبحث عن الملفات التي تحتوي على كلمات مرور (نص عادي ومشفّر). وبعد الحصول على جميع الامتيازات اللازمة والوصول إلى جميع الأجهزة التي يرغبون بالوصول إليها، يقوم القراصنة بنشر برامج الفدية على جميع الأجهزة وتشغيلها.

وفقًا لفريق استقصاء التهديدات لدى مجموعة «غروب-آي بي»، فقد تم تنفيذ أسرع هجوم للعصابة في غضون ثلاثة أيام فقط، منذ لحظة الوصول الأولي إلى تشفير البيانات.

وقامت «غروب-آي بي» ولأول مرة بتحليل “ساعات عمل” مجموعة كونتي. وقد رجحت «غروب-آي بي» أن توزع أعضاء المجموعة ضمن مناطق زمنية مختلفة؛ ويوضح الجدول الكفاءة العالية التي تمتاز بها هجمات كونتي: في المتوسط، تعمل مجموعة “كونتي” 14 ساعة في اليوم بدون عطلات (باستثناء “عطلة رأس السنة الجديدة”) وعطلات نهاية الأسبوع. وغالباً ما تبدأ المجموعة بالعمل عند الظهر (GMT + 3) وينخفض نشاطها فقط بعد الساعة 9:00 مساءً.

توزعت هجمات كونتي لتشمل مناطق جغرافية واسعة ومختلفة دون أن تشمل روسيا. ومن الواضح أن المجموعة تلتزم بالقاعدة غير المعلنة بين قراصنة الإنترنت الناطقين بالروسية والتي تفيد بعدم مهاجمة الشركات الروسية. معظم الهجمات وقعت في الولايات المتحدة (58.4%)، تلتها كندا (7%) والمملكة المتحدة (6.6%) وألمانيا (5.8%) وفرنسا (3.9%) وإيطاليا (3.1%).

ومن الأسباب الأخرى التي تقف وراء عدم استهداف المجموعة للشركات الروسية هو وصف الأعضاء الرئيسين في مجموعة كونتي أنفسهم بكونهم “وطنيون”.

وقد شكلت هذه المسألة سبب “الصراع الداخلي” الذي شهدته المجموعة في شهر فبراير 2022 والذي أدى إلى تسرب بعض المعلومات القيمة حول شركة كونتي على شبكة الإنترنت، وتضمنت هذه المعلومات سجلات الدردشة الخاصة والخوادم التي يستخدمونها وقائمة الضحايا وتفاصيل محافظ عملات بتكوين التي خزنت ما يصل إلى 65 ألف عملة بتكوين. كما كشفت الدردشات المسربة أن المجموعة واجهت صعوبات مالية خطيرة كما أشارت إلى اختفاء رئيسها عن المشهد. ومع ذلك، كان أعضاء المجموعة على استعداد تام لإعادة تشغيل المشروع بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر.

وعلى الرغم من “الطعنة في الظهر” وزيادة الاهتمام من قبل هيئات تطبيق القانون، استمرت شهية كونتي في الارتفاع، إذ لم تهاجم المجموعة الشركات الكبيرة فحسب، بل نزعت لاستهداف دول بأكملها. وقد أدت “حرب كونتي الإلكترونية” ضد كوستاريكا في أبريل 2022 إلى إعلان حالة الطوارئ في الدولة.

عملت مجموعة كونتي بشكل وثيق مع عدد من مجموعات القرصنة الأخرى المشغلة لبرامج الفدية مثل مجموعة Ryuk وNetwalker وLockBit وMaze، حتى أنهم قاموا باختبار برمجيات الفدية الخاصة بمجموعة Maze وأجروا هندسة عكسية له، كما قاموا بتحسين برامجهم الخاصة بشكل كبير. وكشف التحليل الخاص بهجوم ARMattack أن ترسانة المجموعة لم تتضمن فقط الأدوات الخاصة بنظام التشغيل ويندوز التي تم الإشارة إليها سابقاً فحسب، بل تضمنت أيضاً برمجيات الفدية التي تستهدف نظام لينكس.

اقرا ايضا

هانيويل تفتتح مركزاً جديداً لتعزيز الأمن السيبراني الصناعي في السعودية

أعلنت هانيويل ، خلال مشاركتها في فعاليات منتدى ومعرض اكتفاء 2025 المقام في الظهران، عن …

تعليقات فيسبوك