نظمت مبادرة بيرل، المنظمة غير الربحية المستقلة، التي تعمل على نشر ثقافة المساءلة والشفافية، وتعزيز معايير الحوكمة المؤسسية في منطقة الخليج، ندوة بعنوان “مبادئ النزاهة في قطاع الأعمال: تعزيز تطبيق مبادئ النزاهة لضمان تحقيق الاستدامة” بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة أبوظبي.
وشارك في الندوة، التي تناولت الوضع الراهن لواقع نزاهة الأعمال ومستقبل الامتثال لمعايير الحوكمة المؤسسية وأثرهما في تعزيز نظام إدارة مخاطر الأعمال وتحسين أداء الشركات، نيل ايسارت، مدير قسم تقنيات الطب الشرعي وخدمات الاكتشاف وعتيد حجازي، كبير المستشارين بشركة ارنست ويونغ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وناقشت الندوة سبل توفير الظروف الملائمة لشركات القطاع الخاص في منطقة الخليج للاستفادة من زخم التقنيات المتطورة في تعزيز جهودها نحو مكافحة الفساد وتسريع الآثار الإيجابية الملموسة في بيئة الأعمال.
كما أظهرت الندوة الأهمية المتزايدة لتحليل البيانات وعلم الروبوتات في مواجهة تحديات الفساد وتعزيز النزاهة، وسلطت الضوء على فرص ومخاطر الامتثال القائمة والمحتملة.
وحضر الندوة نحو 20 خبيراً في ممارسات الحوكمة المؤسسية وعدد من مديري شركات القطاع الخاص في الدولة والمنطقة، حيث ناقشوا نماذج ناجحة بينت دور التكنولوجيا في الكشف عن حالات الاحتيال والفساد في بيئة العمل وسبل مراقبتها وإجراء التحقيقات اللازمة بشأنها.
وخلال الندوة، أكّد نيل ايسارت “أن التطور التقني سيؤثر بشكل كبير على برامج الامتثال لمعايير الحوكمة المؤسسية لقطاع الأعمال، وينقلها من نهج مخصوص قائم على رد الفعل إلى نهج استباقي متكامل بأعمال النزاهة”.
ومن جهتها، قالت ياسمين عمري، رئيس قسم البرامج في مبادرة بيرل “للتكنولوجيا دور محوري في تحسين مستوى بيئة الأعمال وتطويرها من خلال تطبيق ممارسات النزاهة، مشيرة إلى أن 48% من المؤسسات المشاركة في الاستبيان الذي أجرته شركة «ارنست ويونغ» في العام الماضي لرصد حالات الاحتيال في العالم، بينت أن الفساد والاحتيال يأتيان في مقدمة المخاطر التي تواجهها بيئة الاعمال تليهما الهجمات السيبرانية”.
وأضافت عمري: “هناك علاقة قوية بين نجاح المؤسسات وكفاءتها من ناحية ومواكبتها لأحدث تقنيات تعزيز الشفافية من ناحية ثانية، حيث تعمل هذه التقنيات على تعزيز سبل الاستجابة للمخاطر والتعامل معها وتسهيل توسيع أعمال المؤسسات في اسواق جديدة”.
وأوضحت أن هذه الندوة تمثل إحدى المحطات المهمة في برنامج مبادرة بيرل لتعزيز الوعي بضرورة معالجة الفساد وتشجيع تبني أفضل ممارسات النزاهة، والذي أطلقته بدعم من مبادرة “سيمنز” للنزاهة الرامية إلى دعم مساعي المبادرة ورسالتها نحو نشر ثقافة المساءلة والشفافية باعتبارهما محركين رئيسين لتعزيز مستويات النزاهة والتنافسية في قطاع الأعمال بمنطقة الخليج.
ويأتي تصميم مبادرة بيرل لمؤشر النزاهة الخليجي بمثابة إطار عمل لقياس أداء المؤسسات والشركات فيما يتعلق بممارسات النزاهة، كما أصدرت المبادرة سلسلة من التقارير والأدلة العملية باللغتين العربية والإنكليزية حول آلية التطبيق الفاعل لمبادرات وسياسات نزاهة الأعمال.
يذكر أن المبادرة تخطط لاستضافة 63 فعالية في مختلف أنحاء دول الخليج خلال العام المقبل، بهدف تعريف الشركات والمؤسسات بممارسات النزاهة وإطلاعهم على تجربتها الطويلة في هذا المجال.
وتعمل مبادرة بيرل، منذ تأسيسها عام 2010، على تطوير البرامج ونشر الأبحاث ودراسات الحالة، التي من شأنها إحداث أثر إيجابي في بيئة الأعمال في المنطقة، وفي طريقة تفكير الطلاب حول تطبيق أعلى معايير الحوكمة الرشيدة وأفضل ممارسات الأعمال في منطقة الخليج.