الأحد , أبريل 20 2025
الرئيسية / متنوع / اضطراب مواقع التواصل الاجتماعي.. مرض جديد يصيب الشباب

اضطراب مواقع التواصل الاجتماعي.. مرض جديد يصيب الشباب

هامبورج -يسيطر الارتباك على فتاة أثناء تصفحها الأخبار في حسابيها على موقعي “واتس أب” و” انستجرام”، وهي ربما لا تلتف لخبر واحد قصير من الأخبار التي تمر عليها، إنها تبحث فقط عن إشارات الإعجاب التي تذيل هذه الرسائل.

تسيطر مخاوف الفشل على الفتاة. ليس لديها كثير من الشعور بالثقة بالنفس، إنها معرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب، ربما أضيفت إلى ذلك مشاكل عائلية،
مثل انفصال الوالدين.

هكذا وصف الباحث الألماني في الإدمان، راينر توماسيوس، حالة مرضية متكررة مصابة بما يعرف بـ “اضطراب مواقع التواصل الاجتماعي.”

يقول الخبير الألماني إن مثل هذا الشكل من التعلق بالإنترنت يصيب الفتيات أكثر من الفتية، “فالفتيات أكثر ميلا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط.” وفي المقابل، الفتية أكثر عرضة للوقوع على نحو أسرع، فريسة لادمان ألعاب الكمبيوتر مثل لعبة “نداء الواجب” أو “كاونتر سترايك”.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “فورزا” المتخصص العام الماضي لصالح شركة DAK الألمانية للتأمين الصحي، بالتعاون مع توماسيوس، أنه يجب تصنيف
6ر2% من الصبية بين سن 12 و 17 عاما في ألمانيا، على أنهم مدمنو وسائل التواصل الاجتماعي. ويبلغ عدد هؤلاء نحو 100 ألف فتى وفتاة.

ويلجأ العديد من الناس في كثير من الأحيان لهاتفهم المحمول لقراءة الأخبار أو كتابتها أو نشر منشورات.

متى يمكن الحديث عن تعرض الإنسان لاضطراب ذي صلة بالإنترنت؟

ويوضح توماسيوس أن فقدان الإنسان السيطرة على نفسه يمثل معيارا جوهريا دائما للحكم على الاستخدام المرضي لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل
الشباب، حيث يصبح تفكير الشاب وتصرفاته منصبا بشكل تام على ألعاب الحاسوب أو هذه الوسائل.

ووفقا للباحث الألماني، يتخلى الشباب المصابون باضطرابات وسائل التواصل الاجتماعي في سبيل ذلك عن أنشطة خاصة بأوقات الفراغ، ويتهربون من
المدرسة في كثير من الأحيان، كما يكذبون على آبائهم بشأن الوقت الحقيقي الذي يقضونه في استخدام الإنترنت. فإذا سحب الآباء منهم، هاتفهم الذكي
تظهر عليهم أعراض الفطام عن الإنترنت حيث يصبحون أكثر استثارة، بل وربما يصابون بالاكتئاب.

“فمثل هؤلاء الشباب أصبحوا في مأزق كبير حقا” حسبما أوضح توماسيوس.

غير أن العاملين في المركز الألماني لقضايا الإدمان الخاصة بالأطفال والناشئة التابع لمستشفى هامبورج ايبندورف الجامعي يفعلون ذلك بالضبط مع
مرضاهم، “فنحرمهم من أهم شيء بالنسبة لهم”، حسبما أكد توماسيوس الذي يرأس المركز.

ويضطر الشباب الذين يقررون تلقي العلاج بالمركز على مدى ثلاثة أشهر، أو ربم لمدة أسبوعين، التخلي عن الهاتف الذكي، مقابل جهاز محمول غير قادر
على الاتصال بالإنترنت.

ويحاول أخصائيون في التربية وقت الضحى إعادة هؤلاء الفتية لليوم الدراسي المعتاد، ثم يعقب ذلك برامج علاجية بعد الظهر، كثير من الرياضة والموسيقى، ويحصل كل مريض على وسيلة لعزف الموسيقى.

ويقول توماسيوس إن هدف هذا العلاج لا يمكن أن يكون الإقلاع عن الإنترنت بشكل تمام، وذلك خلافا لعلاج إدمان المخدرات، فلم تعد هناك تقريبا وظيفة
لا تحتاج الإنسان فيها للحاسوب.

ولكن هذا العلاج يهدف الى تعليم الشباب كيفية التعامل المسؤول مع الإنترنت.

ويوضح الخبير الألماني أن نسبة الشفاء من هذا الإدمان مرتفعة جدا، حيث تبلغ 70 إلى 80% في حين أن نسبة التداوي من إدمان المخدرات والكحول
تتراوح بين 30 و 40%. وحسب الخبير الألماني فإنه من السهل علاج الشباب المدمن للإنترنت لأنهم لا يعانون غالبا من اضطرابات اجتماعية مصاحبة
لهذا الإدمان ولا يعانون من آثار أي مادة سمية.

واعتمدت منظمة الصحة العالمية في شهر حزيران/يونيو الماضي إدمان ألعاب الإنترنت في قائمة أمراضها.

ومن بين الأعراض التي ذكرتها المنظمة لهذا الإدمان أن يعطي الشخص المصاب لجميع الجوانب الأخرى للحياة أهمية أقل من ألعاب الإنترنت، وهو يستمر في ممارسة هذه الألعاب رغم العواقب الوخيمة، وذلك على مدى فترة تزيد عن 12 شهرا.

غير أن منتقدي هذا التصنيف يخشون أن يقع الناس الذين يلعبون كثيرا على الإنترنت بشكل خاطئ تحت هذا التصنيف أو أن يضطرون للخضوع للعلاج من هذا
الإدمان رغم أن هناك مشاكل أخرى مثل الاكتئاب أو المخاوف الاجتماعية هي التي تسببت في لجوئهم للعب المفرط على الإنترنت.

وبدأ في مدينة هامبورج الألمانية مؤتمرا بمشاركة حوالي 600 شخص، يركز على الاضطرابات ذات الصلة بتصفح الشباب الإنترنت.

يناقش المؤتمر سبل الوقاية من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وعلاج الاضطرابات الناتجة عن الاستخدام المفرط لهذه المواقع.

وجه توماسيوس بصفته رئيس المؤتمر، رسالة واضحة لصناع القرار السياسي وهي: لابد من التوسع في فرص علاج مدمني ألعاب الحاسوب وسائل التواصل الاجتماعي، سواء بين الأطفال أو الشبيبة.

وأشار توماسيوس إلى أن عدد الأماكن المخصصة في ألمانيا للإقامة العلاجية لمدمني الإنترنت من الشباب لا تزيد في الوقت الحالي عن 200 مكان، في حين أن هناك حاجة كبيرة للمزيد من الأماكن وفقا لتوماسيوس الذي أكد أن نحو 1600 طفل وصبي يأتون لهذا المركز المتخصص في هامبورج كل عام.

وأوضح توماسيوس أن نصف أصحاب طلبات تلقي العلاج في هذا المركز مصابون بأعراض ذات صلة بالاستخدام المفرط للإنترنت.

اقرا ايضا

تقرير علي بابا كلاود: الشركات مهتمة بإمكانات الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف الاستدامة

أعربت أكثر من ثلاثة أرباع الشركات (76%) في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط عن اهتمامها بإمكانات التقنيات الرقمية، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في دفع عجلة التنمية المستدامة

تعليقات فيسبوك