دبي، الإمارات العربية المتحدة-من شان الأتمتة الذكية أن تجلب تغييراً جذرياً لعمليات تعهيد خدمات بيئة العمل، وذلك وفقاً لمؤسسة جارتنر. وينبغي على المدراء المسؤولين عن التوريد وإدارة الموردين أن يكونوا جاهزين لإعادة هيكلة هذه الخدمات وإعادة التفاوض على العقود التي أبرموها بغية الاستفادة من حلول الأتمتة الذكية.
ومن الجدير بالذكر أن جارتنر تطلق اسم خدمات الأتمتة الذكية على حزمة من الاستراتيجيات والمهارات والأدوات والأساليب المستخدمة من قبل الشركات الساعية إلى خفض الاعتماد على العنصر البشري ورفع سوية قابلية التنبؤ والاعتمادية للخدمات بينما تخفّض نفقاتها.
في هذا الإطار قال دي دي ميشرا، المدير الأعلى للأبحاث في جارتنر: “سيكون للأتمتة الذكية دور كبير في تغيير مفاهيم إدارة خدمات بيئة العمل في السنوات القليلة القادمة، مما يتيح رفع سوية جودة الخدمات وتخفيض تكاليفها في الوقت ذاته. وأضاف: “ينبغي على المدراء المسؤولين عن التوريد وإدارة الموردين أن يكونوا جاهزين لإعادة هيكلة هذه الخدمات وإعادة التفاوض على العقود التي أبرموها بغية الاستفادة من حلول الأتمتة الذكية. كما ستتيح التحسينات في عمليات توفير الخدمات وتكاليفها، والتي تنتج عن الأتمتة، أمام المدراء المسؤولين عن التوريد وإدارة الموردين اختيار طيف واسع من خيارات تحويل خدمات إدارة بيئة العمل MWS بهدف رفع سوية الجودة وخفض التكاليف في آن معاً”.
بالإمكان الحصول على فوائد جمّة، تتمثل في خفض التكاليف ورفع سوية الجودة، من خلال تحويل خدمات إدارة بيئة العمل من الاعتماد الكامل على العنصر البشري إلى الاعتماد على خليط من العنصر البشري وخدمات الأتمتة الذكية IAS. على أن خفض الاعتماد على العمالة والتحول إلى بيئة مختلطة للخدمات يمكن أن ينجح فقط إذا ماكانت الخدمات المؤتمتة توفّر خفضاً للتكاليف بالنسبة لمزوّد الخدمة. وقد أدرك العديد من مزودي الخدمة أن من الصعب الاستمرار في التوسع في عمليات تقديم خدمات إدارة بيئة العمل من خلال إضافة عناصر بشرية إضافية، وهذا ما دفعها إلى الاستثمار على نحو كبير في خدمات الأتمتة الذكية.
بينما تصبح خدمات الأتمتة الذكية جزءاً من خدمات إدارة بيئة العمل، ستعمل شركات تزويد الخدمات على تحويل ما تم توفيره من تكاليف نحو عملائها محاولة منها للحصول على مزيد من العقود. على سبيل المثال، في حالة منصة توفير خدمات الصيانة، يمكن توفير ما يقارب 65 بالمائة عبر الاعتماد على أدوات الأتمتة الذكية مقارنة بتعيين موظفين في الفروع الخارجية. وتتوقع جارتنر أن تكاليف الخدمات الشائعة لمنصات توفير خدمات الصيانة ستنخفض بمقدار 15 إلى 25 بالمائة سنوياً حتى العام 2021.
بينما يستمر خفض الاعتماد على تعهيد العمالة الخارجية والتحوّل إلى الأتمتة الذكية، يصبح من الواجب على المدراء المسؤولين عن التوريد وإدارة الموردين إعادة تصميم خدمات بيئة العمل التي يقدمونها لمستخدمي هذه الخدمات في مؤسساتهم. وسينتج عن ذلك خفضاً في أعداد العاملين المطلوبين لمنصة توفير خدمات الصيانة، ففي حال تصدت خدمات الأتمتة الذكية لـ 70 بالمائة من أعباء العمل، ذلك يعني أن المؤسسة بحاجة إلى الإبقاء على 30 بالمائة فقط من الكوادر البشرية. ومع مرور الوقت، فإن هناك احتمالاً أن تصبح المؤسسة مضطرة للتعامل مع مزوّد واحد فقط نتيجة اعتمادها على مايوفره هذا المزوّد من أدوات جديدة ومالها من حقوق فكرية. من شأن ذلك أن يجبر المدراء المسؤولين عن التوريد وإدارة الموردين على إعادة وضع خطط جديدة لإدارة المخاطر في عقود خدمات إدارة بيئة العمل.