توقع أمير حجازي مدير شركة «فيرست كلاس كوميرشال» لأنظمة المنازل الذكية في الإمارات أن تشهد سوق منتجات المنازل الذكية في الإمارات نمواً بنسبة لا تقل عن 25 في المئة بحلول العام المقبل، وذلك بالتزامن مع خطط تطبيق الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت (IPV6)، والتي أعلنت مؤخراً الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات أنها ستقوم بتطبيقها خلال العامين المقبلين، وتوفيرها من خلال مزودي الاتصالات، الأمر الذي سيرفع عدد بروتوكولات الاتصال بالإنترنت المتوفرة وبالتالي عدد الأجهزة المنزلية والصغيرة المرتبطة بالإنترنت في الدولة بشكل كبير.
وأضاف: «إن اعتماد الإصدار السادس هو أمر ضروري لزيادة سعة الاستيعاب لعناوين بروتوكول الإنترنت في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإمارات والحفاظ على قدرة سكان الدولة على التواصل بشكل فعال مع بقية دول العالم عبر الإنترنت، ونعتقد أن تطبيق هذا البروتوكول سيعطي دفعة قوية لسوق منتجات المنازل الذكية في الدولة».
وتوقع حجازي نمو حجم البيانات التي ستولدها تلك الأجهزة، من دون أن تتأثر سرية وخصوصية تلك البيانات، وذلك بفضل خطط تطبيق تقنيات البلوك تشين، التي سترفع من مستوى أمن تلك المعلومات بشكل كبير، بالإضافة إلى زيادة حجم الاستثمارات في سوق منتجات المنازل الذكية.
وتابع: «نتوقع زيادة الاستثمار في شركات تصنيع منتجات المنازل الذكية، ومؤخراً قمنا باستثمار مهم من خلال موقع كيك ستارتر KickStarter في إحدى الشركات الناشئة في تصنيع تلك المنتجات.
ومن ضمن منتجات الشركة جهاز يحمل اسم كانسي Kancy، الذي يحول الأجهزة الكهربائية المنزلية مثل الثلاجة ومكيف الهواء، ومقابس الإنارة وباب المرآب والستائر وحتى ماكينة القهوة إلى ذكية ويربطها بشبكة الواي فاي، ليمكن المستخدم من التحكم بكافة أجهزته الكهربائية وضبطها من خلال هاتفه الذكي، وعن بعد. كما يزوّد التطبيق المستخدمين بتقارير استهلاكهم للكهرباء ما يساعدهم على معرفة استخدام كل جهاز من الكهرباء».
وكانت دراسة صادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر أشارت مؤخراً إلى أن الإقبال على الحلول الجديدة الخاصة بالمنازل المتصلة بالشبكة لا يزال مسألة حديثة نسبياً.
وخلصت الدراسة، التي استطلعت آراء أكثر من عشرة آلاف شخص على الإنترنت خلال النصف الثاني من عام 2016، إلى أن 10 في المئة فقط من العائلات تستخدم حالياً حلولاً خاصة بالمنازل المتصلة شبكياً.
وتتألف حلول المنازل المتصلة بالشبكة من مجموعة من الأجهزة والخدمات المتصلة مع بعضها البعض وبشبكة الإنترنت، والتي يمكنها الاستجابة بشكل تلقائي لضوابط وأوامر معدة مسبقاً، كما يمكن التحكم بها وإدارتها عن بعد عن طريق تطبيقات الهواتف المحمولة أو متصفحات الإنترنت، والتي تمتاز أيضاً بقدرتها على إرسال التنبيهات والرسائل إلى المستخدمين.
وأضاف حجازي: «على الرغم من توجه العائلات في العالم المتقدم لتبني حلول المنازل المتصلة بالشبكة، إلا أنه يقع على عاتق الشركات المزودة لهذه الحلول مسؤولية استقطاب مستخدمين الجدد. وإذا ما أرادت هذه الشركات النجاح في تحقيق المزيد من الانتشار لهذه الحلول فإنها تحتاج لمعرفة الدوافع الحقيقية التي تلهم وتحفز المستخدمين الحاليين لتحقيق المزيد من الإقبال عليها».
ولفت إلى أن الاقبال على أنظمة الإنذار الأمنية الخاصة بالمنازل، وهي الفئة الأكثر انتشاراً من حلول المنازل المتصلة بالشبكة، قد ارتفع بنسبة الضعف (18%) مقارنة بحلول المنازل المتصلة الأحدث نسبياً مثل أنظمة مراقبة المنازل التي شهدت اقبالاً بنسبة (11%)، وحلول إدارة الطاقة وأتمتة المنازل (9%)، وحلول إدارة الصحة والسلامة (11%). وكانت نسب الإقبال الإجمالية على هذه الحلول أكبر بمعدل 5-6% في الولايات المتحدة التي كانت أول من طرح هذه التقنية في أسواقها.
ويعتبر قطاع خدمات مراقبة المنازل هو الأكثر تطوراً في الولايات المتحدة، إذ تشير 59% من العائلات المستخدمة لحلول مراقبة المنازل إلى أنهم يدفعون رسوماً شهرية، ما يؤكد على جدوى وفعالية هذه الحلول. إلا أن فرض رسوم اشتراك على حلول إدارة الطاقة وأتمتة المنازل وحلول الرعاية الصحية يبدو أمراً صعباً نوعاً ما نظراً لاستخدام أكثر من نصف العائلات لهذه الخدمات بالمجان في الوقت الراهن.
وتبرز هذه الصعوبة بشكل أكبر في المملكة المتحدة، حيث إن بعض خدمات أتمتة المنازل تتطلب رسوماً، في حين أن 58 % من العائلات تحصل على هذه الخدمات بالمجان.