تسير دبي قدماً على خطى عواصم الفخامة العالمية باريس وميلانو وجنيف باستضافتها لـمنتدى “Crafted for Luxury“، الحدث الأول من نوعه في الإمارات، المتخصص في عالم الفخامة والرفاهية، والذي نظمت نسخته الافتتاحية سناب شات بالتعاون مع (The Business of Fashion (BoF حيث قدما معاً خبراتهما الغنية في حدث مميز سلط الضوء على النمو السريع والمزدهر لسوق السلع الفاخرة في المنطقة، وتَصَدُر مواطني دول مجلس التعاون الخليجي لهذا المشهد.
يحقق سوق السلع الفاخرة في دول مجلس التعاون الخليجي نمواً ملحوظاً تبلغ نسبته ضعفي المعدل العالمي، على الرغم من التباطؤ الذي يشهده قطاع السلع الفاخرة العالمي، إذ تحقق دولة الإمارات أعلى مستوى من الإيرادات في هذه السوق، غير أن المملكة العربية السعودية، التي تمثل 50% من الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي و60% من عدد سكانها، توفر فرصاً وإمكانيات هائلة لتحقيق النمو والنجاح.
ويشكل مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي الأساس لنمو سوق المنتجات الفاخرة، إذ تزيد احتمالية تسوقهم لهذه المنتجات بنسبة 1.6 مرة عن الوافدين، وبالتالي فإن العلامات التجارية التي تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات وثقافة دول الخليج وتبني استراتيجياتها لتلبية تلك الاحتياجات، تكون أكثر قدرة على النمو والازدهار وجذب العملاء في هذه المنطقة.
وهذا ما سلط عليه الضوء منتدى “Crafted for Luxury“، الذي أكد على ضرورة أن تتوافق استراتيجيات العلامات التجارية مع الثقافة المحلية وأن تتفهمها إذا أرادت تحقيق النجاح في هذا السوق. ويعتقد 73% من مستهلكي السلع الفاخرة بأنه لا بد لاستراتيجيات العلامات التجارية أن تكون منسجمة وثقافة المجتمع المحلي الذي تخدمه وتلبي احتياجاته، بحيث تكون منتجاتها ورسائلها التسويقية والإعلانية متوافقة مع هذا المجتمع، مما يساعدها على بناء علاقة قوية وفعّالة مع عملائها.
ومع ذلك، يشعر أقل من 15% فقط من المشترين للسلع الفاخرة من المواطنين بالتمثيل في الحملات الإعلانية والترويجية الحالية. وتقدم هذه الفجوة الثقافية بين العلامات التجارية والجمهور المحلي في دول مجلس التعاون الخليجي فرصة قيّمة للأولى لتعزيز تفاعلها وارتباطها بالجمهور المحلي من خلال تبني الهويات والتقاليد الفريدة لكل دولة من دول الخليج ودمجها في استراتيجيات التواصل والتسويق.
وفي هذا السياق، قالت هالة زغيب، رئيسة قسم الرفاهية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سناب: “لتحقيق تواصل مؤثر مع متسوقي السلع الفاخرة في دول مجلس التعاون الخليجي، لابد من فهم ثقافة المجتمع واتجاهاته، وهو نهجٌ يُعد محفزاً رئيساً للنمو والابتكار والتأثير على عمليات الشراء. وقد رسخت سناب شات مكانتها لأكثر من عقد من الزمن في المنطقة حتى أصبحت مألوفة ومؤثرة في حياة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي اليومية، ووفرت للعلامات التجارية فرصاً هائلة لبناء مصداقية ثقافية ونسج روابط حقيقية مع الجمهور المحلي، إذ تقدم المنصة فضاءات رحبة للوصول إلى المتسوقين والتفاعل مع دائرتهم المقربة في بيئة شخصية وخاصة، يشعرون خلالها براحة أكبر، وهذا يبدو جلياً في المملكة العربية السعودية، إذ يتأثر 78% من متسوقي السلع الفاخرة بدائرتهم المقربة، مقارنة بنسب أقل في المملكة المتحدة والولايات المتحدة”.
وأضافت زغيب: “يقدم ملتقى “Crafted for Luxury” منصة مثالية لتبادل الأفكار الرائدة بين المتخصصين والمسؤولين التنفيذيين في قطاع السلع الفاخرة، ونتطلع إلى استضافة المزيد من هذه الأحداث المهمة.”
وشددت BoF، خلال المنتدى على ضرورة أن تكيف العلامات التجارية الفاخرة استراتيجياتها لتتوافق بدقة مع الثقافات والتفضيلات المحلية لمتسوقي منطقة الخليج من أجل تحقيق تفاعل أكبر مع جمهورها، وبالتالي تحقيق نتائج أفضل. وأشار تقرير “The State of Fashion 2024“، الصادر عن BoF و “ماكينزي”، والذي تضمن استطلاعاً لرأي مجموعة من المسؤولين التنفيذيين في مجال الأزياء، إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بإمكانات كبيرة للنمو والازدهار مقارنةً بمناطق أخرى، مما يجعلها في المقدمة كمكان جذاب للاستثمارات والفرص التجارية، حيث عبر 51% من المشاركين عن نيات إيجابية واستعداد لدخول السوق والاستثمار في المنطقة. بالمقابل سجلت أمريكا الشمالية والصين نسبة اهتمام بلغت 8% و3% على التوالي، بينما سجلت أوروبا الغربية نسبة سلبية قدرها 11%.
وفي هذا السياق، قالت ميجلينا زيفكوفيتش، المدير العام، ميك آب فورإيفر الشرق الأوسط (MAKE UP FOR EVER) التابعة لمجموعة “ال في ام اتش” (LVMH): “نعيش في واحدة من أكثر المناطق حيوية وتنوع في العالم، حيث يولي مجتمع دول الخليج أهمية كبيرة للتراث والتقاليد والدائرة المقربة، ويتعين على العلامات العالمية، مع التقدم التكنولوجي السريع والازدهار المجتمعي، إيجاد أفضل السبل للتواصل والحوار مع المستهلكين “العالميين والمحليين” في المنطقة. وهذا ما بدأنا في تحقيقه بمساعدة شركائنا الموثوقين في سناب، إذ أصبحنا على درجة عالية من المعرفة والفهم لرغبات واحتياجات جمهورنا في دول مجلس التعاون الخليجي، وما تعنيه الرفاهية بالنسبة لهم.”