دورتموند – سواء مطاردة القاتل ، أو حل شفرة سرية أو الفوز ببطولة عالمية أو الدفاع عن قلعة من المهاجمين ، أي شيء ممكن في عالم الألعاب – وليس فقط على شاشة الكمبيوتر.
وتستمر ألعاب الورق والألعاب اللوحية وغيرها من الألعاب التناظرية في التمتع بشعبية هائلة في عصر الألعاب الرقمية ، وفقا لما قاله خبراء في أحدث نسخة من معرض “شبيل” التجاري لألعاب المنضدة في ألمانيا – وهو أكبر معرض من نوعه في العالم.
ويقول هيرمان هاتر من جمعية “برانشنفيرباند سبيلفرلاج” التجارية لصناعة الألعاب ، إن الألعاب الجماعية والحركية التي تستهدف العائلات والأطفال مطلوبة بشكل خاص. كما أن ألعاب الشباب تتزايد في الشعبية.
وفي المعرض التجاري ، لم تكن هناك نظارات للواقع الافتراضي أو أجهزة كمبيوتر محمول أو بلاي ستيشن أو أجهزة الكمبيوتر. وقد مثل ذلك استراحة من الشاشات – فرصة لفرع الألعاب التناظرية لإنشاء عصر ذهبي جديد لمنتجاتها.
وفي الماضي ،كان ينظر إلى البالغين الذين يمارسون مثل هذه الألعاب في بعض الأحيان على أنهم حمقى ، حسبما تقول دومينيك ميتزلر ، من مؤسسة “فريدهيلم ميرز فيرلاج” التي تنظم المعرض الدولي في مدينة إيسن غربي ألمانيا.
وتقول إنه مع ذلك فقد أصبحت الألعاب الآن هواية مقبولة اجتماعيا بشكل أكبر كثيرا .
ويتدفق الشباب ،من عمر 16 عاما فأكثر، إلى المجتمع التناظري ، حسبما يلاحظ هاتر. كما أن ما كان يعتبر في يوم من الأيام “لا يحظى بشعبية وغير جذاب” يمثل اليوم اتجاها قويا ، خاصة بين طلاب الجامعات وطلاب المدارس الثانوية.
ولكن لماذا يحب الناس ،صغارا وكبارا، الألعاب كثيرا؟. يقول أولاف زيمرمان ،مدير المجلس الثقافي الألماني :”لا يمكن تخيل ثقافتنا بدونها. مثل الكتابة والتحدث ، تعد الألعاب طريقة للتعبير عن أنفسنا – إنها تقنية ثقافية”.
ويقول :”هناك عدد قليل من الأماكن التي يسمح لنا فيها بعرض مشاعرنا بشكل كبير للغاية” . ويضيف أن الغضب والفرح والصراخ والضحك – كل ذلك مسموح به.
ومن بين العوامل أيضا هو أن المرء إذا كان يقوم بخلط البطاقات ، أو يلقي بالنرد ، أو منغمس في عالم خيالي ، أو يحل قضايا جنائية ، فإن الحظ هو دائما جزء من المعادلة. المعرفة والقدرة لا تكفي وحدها لتحديد من يفوز.
ويقول زيمرمان :”تلعب الفرصة أيضا دورا. لا يحتاج الشخص إلى دراسة شيء ما من أجل الفوز – وهذا يجعل الألعاب ديموقراطية أيضا”. تجمع الألعاب أيضا الأشخاص معا : حيث يستلزم الأمر العمل الجماعي ، والشعور بالتآزر والاحترام المتبادل.
ويقول هاتر :”الألعاب التناظرية” تقدم تفاعلات اجتماعية لا يمكن أن تقدمها الألعاب الرقمية. ويقال إن سوق الألعاب الرقمية ،التي تحقق أرباحا بمليارات الدولارات، تبلغ فقط أربعة أضعاف حجم شقيقتها التناظرية.
ويقول أنصار الألعاب التناظرية أن مساهمتها فيما يتعلق بالآثار الإيجابية على المجتمع -مثل الثقة والتفكير والتعاطف- غير معترف بها بشكل عادل.
ويمكن للألعاب تحدي البشر عقليا ، ومساعدة الأطفال على تطوير المهارات المعرفية ، وحتى تدريب مهارة الأصابع ، وفقا للخبراء. ويقول المجلس الثقافي الألماني إنه يمكن لألعاب الألغاز تحسين معرفتنا أيضا. لكن قبل كل شيء ، يجب أن تكون النقطة الرئيسية في اللعبة هي المتعة .
ويقول زيمرمان إن :”التعلم أشبه بآثار جانبية إيجابية للألعاب”.
ولكن ما هي الاتجاهات القادمة في ألعاب المنضدة؟ يقول الخبير إنه بشكل عام ، فإن الألعاب التعاونية تحظى بشعبية كبيرة في الوقت الراهن – ولا سيما إذا كان جميع اللاعبين يواجهون اللعبة نفسها.
وفي معرض شبيل التجاري ، كانت واحدة من أكثر الألعاب نجاحا هي “كول رانينج” ، وهي لعبة تنطوي على سباق مع مكعبات الثلج. وعندما تذوب المكعبات ، تنتهي اللعبة. وفي فئة ألعاب الأطفال ، فازت لعبة كلاسيكية تعتمد على الذاكرة تسمى “ميموار” بواحدة من أفضل الجوائز.
وواجه المعرض ،الذي جذب أكثر من 190 ألف شخص من عشاق الألعاب، انتقادات بسبب تمييزه بين الألعاب التناظرية والألعاب الرقمية ، حيث وجد بعض الأشخاص أن التقسيم مصطنع وقديم.
ويشير زيمرمان أن الكثير من الناس يشاركون في عالمي الألعاب . ويؤكد أنه لا يخشى من أن يتم الإطاحة يوما ما بالألعاب التناظرية على يد منافستها الإلكترونية – كما هو متوقع في كثير من الأحيان. ويقول إن :”البشر سوف يلعبون دائما. هذا لن يموت أبدا”.